أخلاقيات التسويق هي المبادئ والقيم التي يجب اتباعها لأيِّ نوعٍ من التسويق، وهي مجموعة مبادئ توجيهية عامة تساعد الشركة على اتخاذ قرارات خاصة بها، ويعتمد الحكم على الفرد أيضًا، فأي سلوك غير أخلاقي ليس بالضرورة أن يكون غير قانوني.
امتلاكك لأخلاقيَّات التسويق تعدُّ من أهم العوامل لنجاحك في السوق إذ إنها تنمي الثقة بينك وبين العميل وتقوي العلامة التجارية وتزيد من انتشارها في السوق، فارتباطنا بالمنتجات اليوم هو من واقع الثقة التي خلقتها المنتجات فاكتسبت ولائنا وذلك بالحفاظ أخلاقيات عرفيَّة ضمنيَّة (غير منطوقة وغير محددة لكن الجميع سيعرفها بشكل عرفيِّ) وذلك بعدم الاستغلال والمحافظة على جودة ثابتة. فأصبحت تملك سمعه طيبة أدت لعلاقة طويلة الأمد بين العلامة الجارية والمستهلك.
أخلاقيات التسويق بين الربح والمسؤولية
كل مؤسسة أو نشاط تجاري يسعى لتحقيق مكتسبات محددة، ويكون تحقيق المكتسبات بحل مشاكل موجودة في المجتمع أو بخلق فرص جديدة للتنمية. ولتحقيق أقصى المكتسبات تسعى الشركات لخلق رابط بين المنتج والعميل، وكما أن للمنتج قيمة فللعميل المستهلك قيمةٌ أيضًا يجب احترامها لخلق شراكة ناجحة بينهما، الهدف الأسمى لكل منتج هو أن يكون قد حلَّ لمشكلة يعاني منها العميل، ولذلك كلما زادت المسؤولية في الشركة زادت الثقة وزادت الربحية.
الشفافية والأمانة تشكِّل أساسًا لبناء الثقة بين العلامة التجارية والمستهلك، ولذلك كان يجب على المؤسسة اتِّباع نقاط محددة لتشكيل الأساس المتينة للعلاقة وذلك بأن تكون الشركة صادقة وواضحة في كل المعلومات التي تقدمها، وأن تتجنب الإعلانات المضلِّلة والمخادعة، وعليها أن تكشف عن أي علاقات مالية او تعاون مع أطراف أخرى. وتجنب الخداع والتزام الشفافية والوضوح في التواصل مع العملاء، وذلك بتوضيح السياسات والشروط المتبعة بشكل واضح وصريح دون تلاعب بما ماله علاقة بالمنتج.
نظريَّةً أن نتبع الأخلاقيات في التسويق هو أمر بسيط ولكن عند التطبيق عمليًا نجد تحديات كبيرة يجب تجاوزها، منها الخصوصية وحماية البيانات، إذ يجب الحذر عند جمع واستخدام بيانات العملاء ويجب أن تكون بطرق واضحة وفقًا للقوانين واللوائح المعمول بها، وتكون من مسؤولية المؤسسة الحفاظ على أمان بيانات العملاء وطرق استخدامها.
وللتنوع الكبير في الأفكار يجب على الشركة الحذر عند اتِّباع أنماط مختلفة في التسويق، فللمجتمعات حرمات وأفكار ثابته لا تقبل أن يتم تجاوزها ويجب احترامها. وإلَّا فقد يُهدم كل شيء وتنهار الثقة، ولنا في شركات الأطعمة المشهورة وشركة مشروبات القهوة خير دليل، فإذ إنها وبسبب مسِّها لثوابت المجتمعات العربيَّة خسرت ثقتها الكاملة في كامل الوطن العربي، فبقرار واحد تحولت من القمة إلى القاع. تحقيق التوازن بين التسويق الفعّال والأخلاقي يعد تحديًا، ولكنه ضروري لبناء علاقات قوية مع العملاء والمحافظة على سمعة العلامة التجارية.
القضايا الأخلاقية في مراحل التسويق
أبحاث السوق: عند البحث عن فرص في سوق جديد يجب اتِّباع أخلاقيات أبحاث التسويق، وأن توضح المنهجية المستخدمة والمصادر المستند عليها وألا تلجأ للتحايل والغش سواء للمنافسين وذلك بشراء المعلومات وزرع أعين خفية في الشركات المنافسة، فليكن عندك أخلاق المنافسة الشريفة، ويجب الحصول على موافقة من المشاركين والحفاظ على سرية المعلومات الشخصية، فاتِّباع الأخلاقيات التسويقية في أبحاث التسويق تساهم في بناء سمعة حسنة للباحثين في المؤسسات.
جمهور السوق: تجنب استهداف الجماهير الضعيفة بطرق غير أخلاقية. فاستغلال حاجة الناس ليس من الأخلاق الحميدة في التسويق فهو يجلب معه الكره والعداء ويعطي مؤشر أن الشركة تهتم بمصلحتها دون الاهتمام بمصالح المستهلك، فعند تقديم الهدايا والمساعدات يجب التركيز على مظهر المستهلك وعدم ظهوره مكسور وعاجز ومثير للشفقة فيجب احترام العميل كما تحب الشركة أن تحترم.
يجب أن تعرف أن التسويق هو بناء علاقة مستمرة بين العميل والمنتج أو المؤسسة، فيجب مراعاة هده العلاقة والحفاظ عليها لتحقيق أقصى استفادة بين الطرفين، فعلاقتنا مع عطر مفضل أو مطعم هو دليل واضح لاحترام لتبادل المنفعة المستمرة التي هدف لها التسويق. وفي النهاية نسعد باطلاعك ومشاركتنا آرائك على المقالات في موقعنا.
